إنّه عيد المعلّم، ذاك الذي يفني عمره ليغرس العلم والمعرفة في عقول التلاميذ، فيبني معهم علاقة وطيدة، هي مزيج من الأمومة أو الأبوّة، فضلًا عن الأخوّة، فيسود الجوّ العائليّ، حيث يغدو المعلّم شريك الأهل في عمليّة التربية
إنّه عيد المعلّم، الذي لولاه لما استطاع أحد التعليق كلامًا أو كتابة، الذي لولاه لما كانت باقي الوظائف والأعمال، الذي لولاه لما كان للقراءة أو الحساب قيمة
إنّه عيد المعلّم، ومن أفضل من المدرسة اللبنانيّة في تقدير جهود جسمها التربويّ؟! لذا، تمّ تنظيم احتفالات عديدة في كلّ قسم من الأقسام، وُزّعت الهدايا التقديريّة، وقطعت قوالب الحلوى احتفاءً بمن وهب حياته ليؤسّس حيوات الآخرين، فكان كالشمعة تذوب لتنير… ناهيك عن هديّة معبّرة قدّمتها لجنة الأساتذة، وهي عبارة عن نبتة تلخّص عمل المعلّم، إذ تختصر معاني الغرس والعطاء وبذل الذات من أجل الآخرين
والاحتفالات لم تنته، بل توّجتها إدارة المدرسة بسهرة راقصة في “أنتيكا”، تشارك فيها الأساتذة عشاء فاخرًا، وكان المرح سيّد الأجواء على أنغام موسيقيّة لبنانيّة، عربيّة وأجنبيّة. وكأنّ فرح اللقاء خارج إطار المدرسة لم يكن كافيًا، فتمّ توزيع أرقام “تومبولا”، فاز بها عدد من المعلّمين بجوائز قيّمة
لأنّه عيد المعلّم، لا توفّر إدارة المدرسة اللبنانيّة جهدًا لتظهر تقديرها وامتنانها لجسم تعليميّ تفتخر بكلّ عنصر من عناصره، على الرغم من أنّ عمليّة التقدير هذه، لم تقتصر يومًا على يوم واحد، إنّما هي مسيرة يوميّة لا تقصّر بها الإدارة ولا تفوّت فرصة إلّا وتغتنمها